عندما تحولنا النهايات ل فتات


كتب : السيد محمد أنور


* و لأن لكل نهار ليل و لكل مولد وفاة و لكل زهو بداية هناك ألم مُخبئ يتحين الفرصة لإنزال ستائر النهاية . لذا يجب التعامل مع التوقف أو البعد و كذلك مع الفراق على أنهم أحداث طبيعية . مجرد الوجه الآخر للعملة . التغيير الطبيعي لندرك قيمة ما كان . أو نستعد لتثمين قيمة ما هو على وشك البدء متى شاء مُسير الأقدار له أن يكون حياة . إن ما يؤلم فعلياً ليست النهايات ك حدث . و لكن ما يؤلم الطريق الذي سرنا به حتى بلغنا منتهاه . التفاصيل التي أبت الذاكرة أن تشييعها و ظلت متمسكة بها مصرة عليها مقيمة في كل وقت لإقامة سرادقات النحيب عليها . و عادة ما يكون التوقيت ليل و كان الليل هو مسرح الذكرى و لتنتهك صمته صراخ الأنات و نشيج البكاء . إن ما يؤلم تلك القطع التي هشمها الحزن و دهسها الفقد و عجزت عن مواساتها الحياة بتعدد صور الإنشغال و الإلهاء . فكيف يمكن للمرء أن يتناسى شخص كان له بداخل الحياة حياة . كان وجوده الشمس و صوت ضحكاته إعلان لمولد أمل و لقاءه حلم سار حقيقة . ولا تسل عن فرحة أحدهم يرى أحلامه قد تجسدت أمامه و سارت تمتلك حياة . و كيف يعبر المرء ملامحه في المرأة ولا يتوقف أمام ما حُفر عليها من تغير . تلك التي غيرها الحزن و حفر بها لمساته الإنكسار و سار ينظر لمرآته فلا يعلم لمن ذلك الوجه الذي يطالعه بالمرأة . متى فارق ملامحه القديمة ؟ و كيف حدث ذلك ؟ و لما ؟ و أسئلة كثيرة تبدو جميعها بلا إجابة .وو حين يُسئل عنها أحدهم يقولون له لا عليك أنها الحياة . الحياة ؟!! أهذه هي الحياة التي أستقبلوننا بالإبتهاج فور قدومنا إليها ؟ أهذه هي الحياة التي كانوا و نحن صغار يحتفلون بنا عام تلو الآخر و نحن نضيف لعمرنا أمد جديد حُسبنا فيه عليها . لا يمكن أن تكون الحياة فقط رحلة فقد و ألم . مسار سلب لما نحلم و لما نريد أو نناله لبرهة ما تلبث أن تنقضي و يضحى الأمر كله مجرد ذكريات . أننا مع كل فقد تشرخ أرواحنا حزناً و ألماً لما فقدناه أو سلب منا . و شرخ خلف أخر تصبح مهمتنا بالحياة لا أن نحياها قدر ما تكون أن نحافظ على المتبقي منا . و نحاول محاولة اليائسين جمع المتناثر منا من فتات . إن النهايات و إن كانت منطقية أو لا سبيل لمنعها لأنها التسلسل الهرمي الطبيعي للبدايات إلا أننا و مع كل نهاية لا نملك أن نتجاوز الأمر بيسر و نظل محافظين على ما كنا عليه و إن نعود متى شئنا كما كنا قبل البدايات . للأسف الأمر لا يمضي بتلك السلاسة و مع كل نهاية هناك شيء منا يتم فقده ولا نتمكن من إستعادته حتى نبلغ نهاية دورنا بالحياة . لنصبح نحن قرب النهاية مجسم صلب من الخارج لكنه من الداخل نكون هش للغاية . مجرد حصيلة مرارات فقد و إحساسات إغتراب و أشخاص فارقونا و لم نتمكن من طي ما لهم من صفحات . و ها نحن ما عاد بالغد ما ينتظر . فحتى الغد حجبت شمسه خلف غبار ما تساقط منا من فتات ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Anterior cruciate ligament

Hp Pro x2 612 G1 Tablet.

افضل لابتوب hp